مختارات:
| 0 التعليقات ]

إبداع ليس الأول ولن يكون الأخير.. نبع من القول المشهور "الحاجة أم الاختراع" ، فكرة تخمرت في عقل المواطن أحمد السقا، لتصبح حقيقةً تحطم حواجز الحصار الذي دخل عامه الخامس دون أن يحطم معاني الصمود.
فكرة جديدة ليست الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة .. في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، واصل أحمد السقا في العقد الرابع من عمره الليل بالنهار على مدار عدة أشهر داخل جمعية الثقافة والفكر الحر حيث يعمل، ليتوصل في نهاية المطاف لصياغة اختراع تقني جديد.
تحد وإبداع
بوجه ينشر الابتسامات في أرجاء معرض إبداعات رغم الحصار وقف السقا أمام الجهاز في جمعية الثقافة الفكر الحر شارحاً للمواطنين والشبان المتوافدين على المعرض الذي أقامته مؤسسة إبداع على هامش مؤتمر الشباب وتجربة الحصار في غزة يوم السبت الخامس والعشرين من (أيلول) سبتمبر المنصرم.
فكرة الاختراع عبارة عن جهاز لترشيد (استهلاك المياه) توصل له فريق ضم عدداً من الشباب في مقتبل العمر لاختراع جهاز يصرف المياه دون الاستعانة بمقبض خاص لفتح الصنبور.
ويشرح السقا: تشغيل "جهاز ترشيد استخدام المياه" ذي الشكل المربع يتم بطريقتين تقوم الأولى عبر وضع بطاقة مشفرة (شبيهة بالممغنط) مصنوعة محلياً في الواجهة الأمامية للصراف الجديد.
ويقول السقا صاحب الفكرة عمل الجهاز آلية تقنية تعتمد على توصيل الدائرة الكهربائية بعد وضع التحكم في بطاقة الممغنط يتبع العملية نزول قطرات المياه دون الاستعانة بالطريقة التقليدية القائمة على استعمال المقبض الخاص بالصنبور".
وأضاف:"الهدف من صناعة هذا الجهاز الذي يعد الأول في القطاع المساهمة في دعم وتعزيز ثقافة ترشيد استهلاك المياه بالمجتمع الفلسطيني مع تزايد الإحصائيات التي تتحدث عن وجود نقص شديد في نسبة المياه نتيجة سلب الاحتلال لمصادر المياه.
ويأمل السقا أن تلقى فكرة جهازه صدى في قطاع غزة للتحكم في ترشيد استهلاك المياه في المنازل والمدارس والمؤسسات لتفادي أزمة المياه وتحذيرات شحها في مناطق ومحافظات غزة بفعل سلب الاحتلال وسيطرته على الآبار الجوفية وشح مواسم الأمطار.
يشار إلى أن مشكلات المياه في قطاع غزة تتزايد بسبب ما تقوم به قوات الاحتلال من أعمال تضر بالخزان الجوفي للقطاع، وما تقوم به من تدمير للآبار وسرقة للمياه الفلسطينية.
وذكر منذر شبلاق رئيس سلطة المياه أن كمية المياه تناقصت لعدة أسباب أولها: الاحتلال بشكل مباشر، حيث أوقف طرق غسيل الخزان الجوفي، بوضع سدود على المناطق الشمالية الشرقية، لمنع وصول المياه من الضفة الغربية.

كافة الشرائح
في حين يرى قسم المياه في بلدية غزة أن التدهور يزيد على 70% مقارنة مع العشرين سنة السابقة، ويشير إلى أن السبب الرئيسي لخفض منسوب المياه الجوفية قلة الأمطار، وقلة الأرض التي تسمح بتخزين المياه الجوفية فيها بسبب تزايد المنشآت السكنية عليها.
وفي هذا الصدد، أوضح السقا نيتهم في جمعية الثقافة والفكر الحر القائمة على المشروع إدخال فكرته لكل بيت وكل مدرسة ومؤسسة تعليمية ومؤسسات حكومية أو أهلية وكافة الشرائح في قطاع غزة للاستفادة منه ولتعلم فائدة ترشيد استهلاك المياه.
الدكتور محمد المدهون رئيس مؤتمر الشباب وتجربة الحصار قال إن المؤتمر نظم لمحاولة صياغة رؤية لمواجهة الحصار برؤية علمية وموضوعية قادرة على التحدي والانتصار، مؤكداً أن رسالة مؤتمر الشباب تهدف لصياغة رؤية باتجاه صيانة الشباب الفلسطيني الواقع تحت الحصار في غزة ورفه همتهم والتأكيد على الأمل".
لن يكون لمعركة الحصار إلا الانكسار أمام إبداعات عقول شبابنا وعلى همتهم وعزيمتهم العالية بإرسالهم رسائل تحد عبر مخترعاتهم وإبداعاتهم التي أبهرت العالم وأوصلت له رسالة مفادها هناك حصار لكن بلا هزيمة".

0 التعليقات

إرسال تعليق