مختارات:
| 0 التعليقات ]

وسام عفيفه  

 إذا سافرنا للعمرة أو الحج قد ندفع الثمن بالاعتقال من قبل أجهزة امن الشقيقة الكبرى , وإذا اضطررنا للعلاج قد نكون فريسة إهمال طبي, والثمن الموت تقصيرا في احدى مستشفياتنا , وإذا "انسرقنا" وضبطنا اللص بالجرم والاعتراف بأنه "نط وفط وسرق" , فعلينا الانتظار شهورا "على الدور" في انتظار حكم المحكمة ,التي تتحول في النهاية عبئاً على الضحية , لان ثمن ملاحقة اللص قضائيا ,مصاريف ندفعها للمحامي, في حين يخرج الحرامي بكفالة  ويستثمر الأموال التي سرقها "على عينينا" وبالقانون.
ما ندفعه يوميا من أموالنا وأعصابنا وأرواحنا كثير, وبحكم أننا في النهاية نواجه الاحتلال وأعوانه مستعدين للصبر تيمنا بسيدنا أيوب
لكن  أحيانا كباقي الشعوب نحتاج "لتنفيس" بشكل أو بآخر , وسياسة التنفيس هذه ليست مسألة سهلة , لأنها تحتاج لخبرات وعقول تجيد التخطيط "التنفيسي".
الأنظمة العربية أصبحت بخيله في "التنفيس" اتجاه شعوبها, والمنطقة تحولت لبالون كبير لا يحتاج إلا وخزة.
نحن في غزة والضفة "ننتفخ" من عدة جهات والجميع يضغط الهواء في مساحة صغيرة ... الاحتلال -سلطة فتح – النظام المصري – النظام العربي – المسئولون الحكوميون لدينا .
 وأمام هذا النفخ متعدد الاتجاهات فان صوت الانفجار سيكون مرتفعا ويدوي في كل المنطقة.
خبراء التنفيس عليهم أن يبحثوا في طريقة لتخفيف الضغط الداخلي , فإذا ما وقع الانفجار يتجه خارجيا.
يمكن لنا نحن المواطنين أن نسدي نصائح "تنفيسية" لأولي الأمر , من باب تعريفهم بأسرار المزاج العام لدى المواطن .
 على سبيل المثال: تغيير الوجوه يمثل اتجاها تنفيسيا , تدوير الكراسي والمواقع , حملة محاسبات وعقوبات للمقصرين, تخفيف حجم الانجازات الكبيرة على الورق وفي الإعلام , واستبدالها ببعض الحلول "ولو ترقيعية" على الأرض, تقديم رزمة معلومات وحقائق تخفف حجم الإشاعات (والقيل والقال) , وضع خطوط حمر حقيقية أمام من يعتدي علينا سواء من الداخل أو الخارج –سواء في غزة أو الضفة أو في مصر , تقديم إرشادات  حول أضرار البندورة على الصحة لمواجهة ارتفاع أسعارها, الإعلان عن اليوم الوطني "للروجيم" لمواجهة الارتفاع العالمي للقمح وبالتالي الخبز.
ومن النصائح "التنفيسية" الإعلامية أيضا: تقليل عدد المؤتمرات الصحفية , والبيانات الصحفية ,والتصريحات الصحفية , والمقابلات الصحفية للمسئولين الذي يرددون ما ذكروه قبل عام , وسحب كل الإصدارات والنشرات والكتيبات الورقية من المؤسسات الرسمية.
ثم الاهتمام بشكل اكبر "بالمتنفسات" المجانية من حدائق وملاعب ومتنزهات, رصد مكافأة لأصحاب المواهب في سرد "النكات" ,الإعلان عن اليوم "التنفيسي"  للرجل على غرار يوم المرأة العالمي في ظل تراجع حقوق الرجل في هذا الزمان.
وبعد كل هذه النصائح يمكن للمسئولين والمخططين محليا وفي المنطقة أن يتنفسوا الصعداء ,لان المواطن احرص منهم على ألا ينفجر صوته عاليا ويقول :"ارحمونا".

0 التعليقات

إرسال تعليق